نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 2 صفحه : 497
(وَإِنَّ كَثِيراً
مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ) الواو استئنافية ، وإن واسمها ، ومن الناس متعلقان
بمحذوف صفة لكثير ، واللام المزحلقة ، وفاسقون خبر «إن».
البلاغة :
الإبهام في
قوله : «ببعض ذنوبهم». والتولّي ـ على عظمه وجسامته وفداحة التطاول به ـ واحد
منها. والمراد أن لهم ذنوبا كثيرة العدد ، والتولي من جملتها وواحد منها. فما أخسر
صفقتهم وما أبشع ما اقترفوه. واستعمال «بعض» في الإبهام وارد كثيرا في كلامهم ،
ومن ذلك قول لبيد بن ربيعة في معلقته :
ترّاك أمكنة
إذا لم أرضها
أو يعتلق بعض
النفوس حمامها
أراد نفسه ،
وإنما قصد تفخيم شأنها بهذا الإبهام ، يقول : إني تراك أماكن إذا لم أرضها إلا أن
يعتلق بنفسي حمامها فلا يتسنى لها البراح. ومن جعل «بعض النفوس» بمعنى كل النفوس
فقد أخطأه ، لأن بعضا لا يفيد العموم والاستيعاب ، فكأنه قال : نفسا كبيرة.